:الملخص
لقد كان للثورة الرقمية التي ظهرت في القرن العشرين أثر في إحداث تأثيرات جذرية تضمنت نواحي الحياة المختلفة، خصوصًا في المجال الإقتصادي، والتي تمثلت بثلاث صور ( الذكاء الإصطناعي Artificial Intelligence( Al) وإنترنت الأشياء Internet of Things والبيانات الضخمة Big Data ، وفيما يتعلق بالذكاء الإصطناعي، فقد تم إكتشافه في منتصف خمسينات القرن الماضي الذي تعد الولادة الحقيقية له في المؤتمر الذي نظم في الولايات المتحدة الأمريكية على يد العالمان ohn McCarthyلو Marvin Minsky ، وعلى مرَّ السنين تطورت تقنيات الذكاء الإصطناعي بشكل متسارع الى أن وصلت بعض التطبيقات أن تكون لها القدرة على التعلم الذاتي من المواقف التي تمرَّ بها، فتتصرف بأستقلالية وفقًا للظروف والمواقف المحيطة بها، كالطأئرات المسيَّرة ذاتيًا والسيارت ذاتية القيادة والروبوتات وغيرها، وعلى الرغم من الفوائد التي لاتُعد ولا تُحصى للذكاء الإصطناعي وتطبيقاته في المجالات الطبية والعسكرية والتعليمة وغيرها، إلا أن لهذه التطبيقات أثر سلبي على الإنسان فقد نتج عن استخدامها المساس بالمصالح المحمية قانونًا، لذا يؤدي ظهورها ، التفكير بشكل جديَّ حول التأثيرات المستجدة التي ستُحدثها هذه التقنية الثورية بما تملكه من إمكانيات متطورة ومقدرة على التصرف بشكل ذاتي ودون الحاجة لأي تدخل بشري ، لذا تحتم على المشرع إعادة تكييف قواعده القانونية ذات المدلول الواقعي والمادي من أجل التعامل مع واقع إفتراضي غير ملموس في حالات متعددة تحديدًا مع مرحلة إنتقال فكرة الذكاء الإصطناعي من الإطار المعنوي غير الملموس والخاص، إلى الإطار المادي المحسوس والعام، ومن إطار البرمجيات سهلة التحكم إلى نظام البرمجيات الذكية، سواء تعلق هذا الأمر بتطور قدرات البشر أو تطوير تطبيقات الذكاء الإصطناعي من الناحية الفيزيائية أو المادية بصورة تحاكي البشر في تصرفاتهم وأفعالهم لذا الحاجة تستدعي التأطير القانوني للقواعد التي تحكم هذا الذكاء وتحديد المسؤولية المدنية والجنائية بصورتي العمد والخطأ الناجمة عن كل أخلال يصيب المصالح المحمية.
Abstract
The digital revolution that emerged in the twentieth century had a radical impact on various aspects of life, especially in the economic industry, which included three forms (Artificial Intelligence (Al), the Internet of Things, and Big Data. With regard to artificial intelligence, it was discovered in the mid-fifties of the last century, and its real birth was at the conference organized in the United States of America by the scientists John McCarthy and Marvin Minsky.
Over the years, artificial intelligence techniques have developed rapidly until some applications have reached the ability to self-learn from the situations that they encounter and act independently according to the circumstances and situations surrounding it, such as drones, driverless cars, robots, etc., and despite the countless benefits of artificial intelligence and its applications in the medical, military, educational, and other fields, these applications have a negative impact on humans, which may result in using it to harm legally protected interests.
Therefore, the emergence of artificial intelligence applications leads to serious thinking about the new effects that this revolutionary technology will have with its advanced capabilities and the ability to act independently and without the need for any intervention .Therefore, it is necessary for the legislator to readapt its legal rules with a realistic and material meaning in order to deal with a hypothetical, intangible occurrence occurs in several cases, specifically with the transition of the idea of artificial intelligence from the established framework from the intangible and private intention, to the concrete, tangible and public framework, and from the easy-to-control software framework to the intelligent software system, whether this matter relates to the development of human capabilities or the development of artificial intelligence applications from a physical or physical perspective in a way that mimics humans in their behavior and actions. Therefore, the need demands for legal framing of the rules that govern this intelligence and determining civil and criminal liability weather it is intentionality and unintentionally that resulting from every breach of the protected interest.
المقدمة
يعد الذكاء الإصطناعي صورة من صور التطور التكنلوجي والأكثرها منزلةً في عصرنا الراهن فضلًا عن لعب الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا متزايد الأهمية في الأعمال الإجرامية "Al-Crime" (AIC) إن لم يكن بدأ بعضها الآن، إذ ساعد التطور التكنولوجي طيلة السنوات الماضية والذي مازالت عجلته مستمره إلى الأن، في ظهور العديد من تلك الجرائم، إذ ساهمت التطبيقات البرمجية لبعض الآلات والروبوتات التي تعمل بأنظمة الذكاء الإصطناعي بمنحها قدرات تصل خطورتها إلى بناء خبرات ذاتية تمكنها من اتخاذ قرارات منفردة في أية مواقف تواجهها كالإنسان البشري.
أهمية الدراسة: تتجمد أهمية الموضوع في إنتشار تطبيقات الذكاء الإصطناعي في مختلف مجالات الحياة، وقد ساهم مع هذا الإنتشار إلى ازدياد تطبيقاتها المستخدمة والمتمثلة بالآلات والبرامج الذكية، مما قد يسهم في التسبب في إرتكاب الإفعال الجرمية، الأمر الذي يستلزم تحديد الشخص المسؤول جنائيا عنها، سواءً كانت نتيجة فعل صادر عن الإنسان، أو نتيجة قدرة هذه التطبيقات على تبني القواعد والمعايير الخاطئة بصورة مستقلة، لما تتمتع به من خصائص فريدة تمنحها القدرة على محاكاة سلوكنا البشري، ومن ثَمّ كان ضروريًا بحث موضوع المسؤولية الجزائية الناشئة عن جرائم الذكاء الإصطناعي وفقًا للتشريعات الجنائية الحالية، من أجل تحديد المسؤول الحقيقي عن الجرائم الناشئة عن استخدام تطبيقات الذكاء الإصطناعي وإيقاع الجزاء القانوني المناسب وفقًا لمبادئ المسؤولية الجزائية.
إشكالية الدرسة: تتمحور الأشكالية في مدى كفاية النصوص القانونية التقليدية الحالية أو المستجدة في مواجهة الجرائم الناشئة عن تطبيقات الذكاء الإصطناعي، فضلا عن مدى أمكانية مسائلة الذكاء الإصطناعي عن الجرائم الناشئة عن استخدمه وما موقف الفقه القانوني منها، ومن هم أطراف المسؤولية الجزائية في جرائم الذكاء الإصطناعي؟.
الهدف من الدراسة: الإسهام في إثراء البحث العلمي في المجال القانوني بدراسة حديثة تبين الخطورة التي يشكلها استخدام تطبيقات الذكاء اإصطناعي على الرغم من عدم تمكن البشرية من الإستغناء عنها، فضلًا عن محاولة المساهمة في إيجاد الضوابط والقواعد التي تحدد المسؤولية الجزائية الناشئة عن استخدامات تطبيقات الذكاء الإصطناعي بشكل قانوني سليم.
منهجية الدرسة: سيتم الإعتماد على المنهج التحليلي والإستقرائي للنصوص القانونية ذات الصلة بموضوع البحث بغية دراسة الموضوع، والمنهج التاريخي الذي سيهم في معرفة مراحل التطور الزمني للذكاء الإصطناعي.
ولغرض الإجابة على الإشكالية المطروحة في بحثنا أرتآينا تقسيم البحث على ثلاثة مباحث وعلى النحو الآتي:- ماهية الذكاء الإصطناعي (المبحث الأول )، المسؤولية الجزائية عن جرائم للذكاء الإصطناعي. (المبحث الثاني)، وأخيرًا المبحث الثالث: أطراف المسؤولية الجزائية في جرائم الذكاء الإصطناعي.
تصنيفات الموضوع
ابحاثنا على ResearchGate
ألابحاث
القسم الجنائي
المكتبة
المكتبة - القسم الجنائي
بحوث
سحر فؤاد مجيد